بغداد: نعمان الهيمص
ساحات بغداد ونواديها الرياضية التي كانت تنتشر في كل حي سكني لا تخلو من الفتيان الذين يمارسون شتى انواع الرياضة من كرة القدم الى الالعاب القتالية مثل التايكوندو والكك بوكسنك وكرات السلة والطائرة والسباحة، بسبب الظروف الامنية الصعبة اغلقت غالبية هذه النوادي ابوابها كما استخدمت ابنية غالبيتها اما كمقرات للاحزاب الجديدة او كمحلات سكن شعبية للمهجرين داخل العراق.
وكان لا بد للفتيان والشباب من البحث عن متنفس لممارسة الالعاب الرياضية والقتالية فجاءت شبكة ومقاهي الانترنيت هي الحل اذ يتجمع الفتية والشبان العراقيون في احدى المقاهي القريبة للانترنيت لتشكيل فرق عبر النيت وورك للعب والمنافسة والفوز ليست فوق مساحات الملاعب بل على شاشات الكمبيوتر.
وصف امير عباس ،19 عاما، خدمة الانترنت بـ«العالم الخرافي الذي يوفر اجواء حقيقية وواقعية ويختصر آلاف الكيلومترات بين الناس فتستطيع ممارسة المنافسات الرياضية مع الاخرين مهما طالت او قصرت المسافة، وكأن الشخص المقابل جالس معك».
وقال امير الذي يعشق لعبة الشطرنج «امارس هذه الهواية مع اصدقائي عبر شبكة الانترنت، واتردد الى مقاهي الانترنت لقضاء اوقات ممتعه في مختلف النشاطات الثقافية والرياضية بعد ان انحسرت الفعاليات الرياضية في الساحات والقاعات الرياضية بسبب الظروف الامنية التي تمر بها البلاد».
ويختلف علي صاحب ،18 عاما، مع زميله امير اذ يقول انه يهوى كرة القدم والرياضات القتالية وهي غير متوفرة في شبكة الانترنت الامر الذي يدفع به الى التردد على محلات الـ (نيت ورك)، ويقول نقوم بفتح (كاونتر) او (ترريست) لنشكل فرق تتنافس وتتقاتل فيما بينها عبر شاشات الكمبيوتر ونتبارى مجموعة ضد اخرى في قتال حرب الشسوارع او الالعاب القتالية الاخرى ، اما الرياضات الزوجية لشخصين فهي رياضة كرة القدم والملاكمة والبليارد .
ويؤكد علي ان محلات الـ(نيت ورك) كانت منتشرة بشكل واسع في بغداد وننتظر ساعات ليأتي دورنا في اللعب، اما اليوم فانها قليلة جدا بسبب هجرة العوائل اذ ان اغلب اصدقائي الان غير موجودين، وكذلك انقطاع التيار الكهربائي المستمر ، مما حدى باصحاب هذه المحلات الى غلقها، مشيرا بيده الى محل (زيرو) في الصالحية الذي تحول الى مكتب شركة للسفر والسياحة. ويوضح علي قائلا «ان الالعاب الرياضية التي تتطلب امكانيات عالية لا تتوفر في مقاهي الانترنت في بغداد فيما يؤكد توفرها في بلدان خارجية باستثناء بعض الالعاب الخفيفة التي يمكن ممارستها ومنها العاب الشطرنج والورق. اما يوسف حامد ،16 عاما، فيقول انه يعشق رياضة الملاكمة وكرة القدم ويقضي اغلب اوقات فراغه في العطل الرسمية مع اصدقائه في اقامة منافسات بينهما في محلات (النيت ورك) ، مبينا انه لا يتردد الى مقاهي الانترنت لانها لاتوفر العاب رياضية ، واشار الى ان لديه معلومات تشير الى ان تقنية ممارسة الالعاب الرياضية عبر شبكة الانترنت متوفرة خارج العراق. وعن اسباب عدم امكانية ممارسة الالعاب الرياضية عبر شبكت الانترنت يقول المهندس قيس محمد صاحب مقهى انترنت الريام «ان نوعية محطات الاتصال عبر شبكة الانترنت في العراق هي للاستخدامات البسيطة من محادثة ومراسلة وسحب بعض الملفات التي تفيد اصحابها، مبينا ان هذه المحطات لا ترتقي الى مستوى البرامج الضخمة المتوفرة في الخارج، الامر الذي يدفع بالكثيرين الى شراء بطاقات الانترنت المدفوعة مسبقا (كردت كارت) ، وتفتقر مكاتبنا الى امكانية الشراء عن طريق الانترنت ، اذ ان العالم الخارجي يتعامل مع خط (DSL) وهو خط ثابت ومعزول عن خط الهاتف ويوفر خدمات انترنيتية سريعة جدا وهذه الشبكة من الاتصالات معروفة دوليا».
واكد المهندس صاحب ان الالعاب الرياضية تتطلب خطوط اتصال ذات امكانيات عالية تتيح لتوفير خط مستمر بدون تقطعات (ريل تايم)، اما هنا في بغداد فان سرعة الخطوط محدودة لا تؤمن القيام او ممارسة العاب رياضية بين عدد من الاطراف عبر شبكة الانترنت، موضحا ان هذه الخدمة البسيطة دفعت الى البحث عن بدائل من بينها محلات (نيت ورك) وربط عدد من الحاسباب في شبكة واحدة وامكانية ممارسة اللعبة الرياضية لاكثر من شخص في آن واحد ، وكذلك الاستعانة بالاجهزة الشخصية مثل (بلاي ستيشن، اكس بوكس).
المهندس عبد الكريم صاحب مقهى انترنت الحياة يؤكد امكانية ممارسة بعض الالعاب الرياضية ذات التحميل الواطئ، لان الالعاب تتطلب قدرات تحميل عالية عبر شبكة الانترنت، مشيرا الى ان الحل لتوفير خدمة ممارسة الالعاب الرياضية عبر الانترنت في البلاد تكمن في توفير منظومات ضخمة وحديثة للاتصال عبر شبكة الانترنت العالمية تؤمن وجود خط مستمر الخدمة وبدون انقطاع.
وقال المهندس عبد الكريم ان هذه المنظومات المتطورة ذات كلف عالية لا يمكن ان تؤمن من قبل مكاتب صغيرة او مشتركين ثانويين، وانما تتطلب قيام شركات عالمية بتوفيرها او من خلال القدرات الاقتصادية للدولة