هنا الجناح الجنوبي لمخيم أشرف وهو الجناح الذي تقوم فيه عناصر وزارة مخابرات النظام الإيراني وبالتنسيق مع الفوج العراقي القمعي بالتعذيب النفسي لسكان مخيم أشرف ليلاً ونهارًا بواسطة مكبرات صوت قوية للغاية. إن هاتين العميلتين للنظام الإيراني إحداهما بريطانية والأخرى عراقية وهما جلستا على مائدة دماء قتلى المجاهدين لتأكلا السحت الحرام الملقم بلحوم وقلوب قتلى سكان أشرف وتشربا الشربة المعصرة بدمائهم في الوقت الذي حتى مقبرة «مورفاريد» في أشرف محتلة من قبل القوات العراقية القمعية ولم توارى الثرى بعد جثامين الشهداء الـ 35 الذين استشهدوا خلال مجزرة سكان أشرف يوم 8 نيسان (أبريل) 2011. إذًا فإن تواجد العميلة سينغلتون جلادة سجن «إيفين» الرهيب في العاصمة طهران يمثل تكالب الحيوانات المفترسة مصاصة الدماء على جثث قتلى المجاهدين.
منذ أن فشلت فشلاً ذريعًا المحاولات السياسية لكل من خامنئي والمالكي بعد ارتكابهما جريمة القتل الجماعي لسكان مخيم أشرف التي قوبلت بالإدانة والاستنكار على نطاق واسع في العالم، بدأت وزارة مخابرات حكام إيران بممارسة النشاط بكل فاعلية حيث أرسلت تلميذة الجلاد «آن سينغلتون» إلى أشرف والعراق في محاولة لقلب الحقائق في ما يتعلق بالجريمة ضد الإنسانية.
وأعلنت المفوضية العليا للأمم المتحدة في حقوق الإنسان وكذلك بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) بعد زيارة الفريق الطبي الأممي لأشرف أن المجاهدين القتلى الـ 34 استشهدوا بالرصاص الحي المباشر وببيانهما هذا فضحا كل أكاذيب النظام الإيراني والمالكي وعملائهما من قضهم وقضيضهم. إن المالكي قد تخبط في العجز بحيث يتصور أن مجيء العناصر المفضوحة لوزارة مخابرات النظام الإيراني إلى العراق وإعداد مقابلات وكلمات لهذه العناصر يجدي له نفعًا متغافلاً لكون جرائمه قد سجلت وبركام من الوثائق والمستندات من قبل كل الأجهزة الدولية المختصة بحقوق الإنسان وكذلك المؤسسات الحقوقية مما سيؤدي في نهاية الأمر إلى إرغامه على المثول أمام المحكمة لمحاكمته كمجرم حرب.
فكتب موقع «براثا» العائد إلى جلال الدين الصغير المعروف بالجزار لدى الداني والقاصي في العراق، يقول يوم 18 نيسان (أبريل) 2011: «اكدت الناشطة البريطانية "آن سلنتون" تعاون منظمة خلق الارهابية مع تنظيم القاعدة القاعدة الارهابي والتي ساهمت في قمع الشعب العراقي من خلال التفجيرات الارهابية جاء ذلك في ندوة اقامتها مؤسسة بلدي الثقافية في جامعة بغداد. وفي السياق ذاته قالت احلام المالكي رئيسة منظمة بلدي الثقافية التي طالبت القضاء العراقي بتطبيق قرار طرد هذه المنظمة التي ساعدت النظام المقبور على قمع الانتفاضة الشعبانية وان قرار الحكومة العراقية بطرد هذه المنظمة هذا العام خطوة نحو التحرير» (موقع «براثا» - 18 نيسان 2011).
ثم جاء دور قناة المالكي المسماة بـ «المسار» ليستضيف هذين العنصرين المفضوحين في برنامج لها.
من هو سينغلتون؟
آن سينغلتون هي زوجة عنصر آخر لوزارة مخابرات النظام الإيراني يدعى «مسعود خدابنده» الذي كان وفي وقت سابق عضوًا لمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية فتم تجنيده وتوظيفه في أواسط التسعينات من قبل وزارة مخابرات النظام الإيراني دأبت على نقل هكذا أشخاص من خارج إيران إلى سنغافورة حيث تقوم بإعطاء توجيهات لهم.
إن سينغلتون كانت تزور طهران مرات عديدة بسرية. ففي عام 2001 وقبل تشغيل موقع «إيران إنترلينغ» كانت في إيران لمدة شهر. ومنذ عام 2001 تولت سينغلتون وزوجها خدابنده رسميًا إدارة أحد مواقع وزارة المخابرات يسمى بموقع «إيران إنترلينغ» الذي تم تسجيله في بريطانيا. إن ما يدرج وينشر في هذا الموقع قادم ومعد تمامًا من وزارة المخابرات في طهران وضد منظمة مجاهدي خلق الإيرانية.
سينغلتون في سجن «إيفين» الرهيب في طهران
في حزيران (يونيو) عام 2004 وافق النظام الإيراني أن يلتقي السيد فين غريفيث نائب في البرلمان البريطاني سجينين بعد عام من احتجازهما في سجن إيفين الرهيب بطهران.
وبعد عودته من سفرته القصيرة إلى طهران قال غيريفيث: في المرة الأولى التي دخلت فيها سجن إيفين استغربت الموقف حيث فوجئت بتواجد سيدة بريطانية داخل السجن وبجانب المستجوبين وهي تنتظر اللقاء بي. سألتها من أنت؟ قالت: إني «آن سينغلتون» (أو آن خدا بنده) زوجة مسعود خدا بنده. وهنا كشفت القضية من كونهم قد أحضروا امرأة بريطانية في داخل السجن لتلتقي بي بصفتي نائبًا في البرلمان البريطاني...
وفي كلمته أمام جلسه رسمية للبرلمان البريطاني أقيمت يوم 19 تشرين الأول (أكتوبر) عام 2004 أشار فين غريفيث إلى حالات استغلال لزيارته لإيران من قبل المواقع التابعة لوزارة مخابرات النظام الإيراني خاصة موقع «إيران إنترلينغ» قائلاً: «إن مختلف المواقع على الإنترنت نشرت وقائع زيارتي لإيراني بشكل أسوء وغير نزيه تمامًا بحيث صرفت وقتًا كثيرًا لإصدار بيانات نفي وتفنيد لما كان قد قيل حولي وحول زيارتي لإيران». الواقع أن حكام إيران كانوا يحاولون استغلال زيارة السيد غريفيث إلى إيران لتبرير أعمالهم ضد منظمة مجاهدي خلق الإيرانية والمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، ولكنه منعهم من ذلك.
وفي كلمة ألقاها يوم 19 تشرين الأول (أكتوبر) عام 2004 أمام البرلمان البريطاني قال السيد غريفيث: «عند ما كنا في إيران إنهم تحدوا لي مرات عديدة بأن أوضح أسباب دعمي لمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية. فقلت لسلطات البلد المضيف بصراحة إن حكومتها هي المسؤولة عن قتل عدد كبير قد يبلغ أكثر من مائة ألف من أعضاء مجاهدي خلق، كما وهي المسؤولة عن مجزرة بشعة والقتل الجماعي لثلاثين ألف سجين سياسي في عام 1988. فآنذاك أصدر آية الله خميني فتوى جاء فيها: ”تقرر إعدام أولئك السجناء في كل أرجاء البلاد من المصرين على تأييدهم لمجاهدي خلق كونهم يحاربون الله”».
مهام سينغلتون
خلال السنوات العشر الماضية كانت مهمة هذه التلميذة للجلاد هي التجسس ضد المقاومة الإيرانية خاصة مجاهدي خلق في كل من باريس والعراق لتنظف وتبيض أيدي المجرمين الملطخة بالدم على حساب المجاهدين. إنها عملت ومع فريق خبير لوزارة مخابرات النظام يضم زوجها مسعود خدابنده بإشراف من سفارة النظام الإيراني في بغداد وبالتعاون مع عملاء عراقيين للنظام الإيراني ومنهم أحلام المالكي وجلال الدين الصغير وأمثالهما حيث أنشأت وبتكاليف باهظة غطاء إعلاميًا لصالح النظام يسمى بـ «سحر» كل موضوعاته تأتي ضد سكان أشرف.
هل اتضح سبب نقل هذه التلميذة للجلادين إلى العراق عقب المجزرة الجماعية لمجاهدي خلق سكان مخيم أشرف العزّل في 8 نيسان (أبريل) 2011؟
* المهندس منصور رخشاني من سكان مخيم أشرف ووالد آسيه رخشاني التي استشهدت خلال هجوم القوات العراقية على المخيم يوم 8 نيسان 2011